اطمئنوا، لن آخذ مناصبكم

عندما ندخل أي مجال، نجد من يرحب بنا، و من يتجاهلنا، و أحيانا أخرى من يحاربنا لنعود من حيث أتينا.

و الحمد لله أني لم أجد كثيرا من يحاربني و يؤذيني مباشرة، سواء في ميدان عملي الاجتماعي ، أو في ميدان الصحافة الإلكترونية و كتابة المقالات.

و لكني لقيت من التجاهل ما يجعلني أغلق باب غرفتي و أعتصم بها، و أقسم على عدم الخروج أبدا.

هل التجاهل نوع من أنواع المحاربة و الأذية؟

ربما….

الغيرة و الحسد صفتان تميزان أغلب الناس، بدون استثناء، إلا من رحم ربك.

و ربما في أماكن العمل و النشاط تكون واضحة أكثر، خاصة بين الصحفيين و الإعلاميين و الفنانين حيث تكون درجة النرجسية و الأنانية طاغية جدا.

بعد إنهائي لدراستي الجامعية سنة 2000، دخلت عالم الصحافة المكتوبة الذي لم يكن أبدا دخولا موفقا بالنسبة لي، دخلته كمتربص و لم أكمل التربص أبدا، و لكني بقيت لمدة معينة وسط ذلك الجو مع بعض المراسلين الذين تعرفت عليهم، ممن يكتمون عنك كل ما يرون فيه فائدة لك، بعضهم كان منافقا و مجاملا لي، و بعضهم كانت الغيرة و الكره باديا على وجهه من الأول، رغم أني لم أكن أشكل أي خطر على أحد، فالفشل كان واضحا من الأول بأنه مصيري المحتوم في هذا الميدان، أقصد كمراسل صحفي، ربما ككاتب مقالات على النت لا أعتبر نفسي فاشلا و بكل تواضع.

حتى بعد عودتي للكتابة عن طريق النت، بقي التجاهل دائما هو الصفة المميزة لأبناء بلدي و مدينتي خاصة، و كأنهم يستكثرون عليّ تلك المساحات الصغيرة التي تنشر بها مقالاتي المتواضعة على مواقع النت العربية.

كما أن بعض المواقع تتعمد نشر مقالاتي مع صفحات القراء، و تحذف تعريفي في آخر المقال كناشط اجتماعي، مع أن العمل الاجتماعي هو فعلا عملي اليومي المأجور و التطوعي الذي تعرفني به كل المدينة، و لا يمكن أن أعيش بدونه.

كما أن أبناء بلدي الحبيب من الإعلاميين و الصحفيين، في الغالب يرفضون إضافتي على الفايس بوك، ليس كلهم، لكن فئة معينة، و الحمد لله أن أغلب الإعلاميين العرب المشاهير موجودون بقائمتي على الفايس بوك، و قبلوا الإضافة بكل تواضع، كما يوجد بالقائمة أدباء و صحفيون جزائريون بارزون قبلوا الإضافة من أول مرة.

قبول الإضافة بالفايس بوك ليس بالعافية كما يقولون بـ "مصر". ليس بالغصب و ليس إلزاميا. لكني أقول هذا من كثرة ما رأيت من تهميش منذ أول وهلة وطئت قدمي ميدان الصحافة، و رأيت كيف أهمش أنا و تعامل زميلة مبتدئة ذات مستوى علمي هابط معاملة مميزة، لمجرد أنها تلبس تنورة قصيرة أو بنطلونا ضيقا و قميصا بلا أكمام، يجعلهم يستطيعون استراق لمسات سريعة و خفيفة خلال حديثهم معها بدون أن تعترض هي.

و مع ذلك، لست من الذين يلومون غيرهم على فشلهم، أو يتخذون من الظروف الصعبة شماعة لتعليق الأخطاء عليها.

أعترف بتقصيري اتجاه حبي للصحافة، لأني لم أكن أملك نفسا طويلا و صبرا كبيرا، تراجعت في أول الطريق، بل و قبل البادية تراجعت، و لم أكن وفيا لحلمي و عشقي، بل هربت إلى عشقي الثاني، و انغمست لحد يومنا هذا في العمل الاجتماعي، لكنه لم يكن هروبا من الواقع، ليس اليأس هو من جعلني أتجه للأعمال الخيرية، بل كنت أحاول منذ صغري ترجمة متعتي في مساعدة الناس، و لم أكن أجد التوجيه الكافي…

و الحمد لله رزقني الله ما أكنت أدعو بأن يتحقق في صلاتي، أن يرزقني وظيفة تكون قريبة جدا من العمل الخيري التطوعي، و أنا أعمل الآن بوظيفة تجعل كل أنواع الفئات المحرومة بالجزائر تزورني يوميا. بينما وقت فراغي إن لم يكن مع النت و المقالات، فهو بالمستشفى مع أكثر ناس أحبهم في الدنيا، المرضى، لأنهم ضعفاء و مساكين، لا يعرفون الغيرة و الجحود، و لن أجد منهم الظلم، بل كل الخير أجده عندهم و الدعوات الجميلة أسمعها منهم يوميا.

أرجو أن تكون هذه الفضفضة فرصة لكل أحبائي لكي يتعرفوا عليّ أكثر. هي ليست للنشر بالمواقع على النت. بل سأنشرها فقط بمدونتي الشخصية.

0 تعليقــات:

إرسال تعليق

free counters

عن المدونة

مقالات الكاتب و الناشط في مجال الأعمال الخيرية و الإنسانية جمال الدين بوزيان