حلم طفل غزاوي

إسرائيل هي دول قاتلة للأطفال و بدون منازع تستحق هذا اللقب، 75 طفلا لحد الآن هم ضحايا عدوانها على غزة، دولة تمارس إرهابها و بكل حرية أو حرج على مدينة كاملة بما فيها و بمن فيها، شجرا و حجرا، رجالا و نساء و أطفالا.

قد يكون الصهاينة المخططون لتلك الضربات محقون في تأكيدهم على أن هدفهم الوحيد هو حركة حماس و من ينتمي إليها، لكن، لا يهم إن كانت نتيجة تلك الغارات بضع مئات من الضحايا الإضافيين الذين جعلتهم الصدفة يسكنون بجانب المؤسسات الحكومية الرسمية، أو جعلتهم الصدفة جيرانا لأحد قادة و مناضلي الحركة المستهدفة. و لا بأس أيضا من الخطأ في التصويب أو في المعلومات غير الدقيقة عن أماكن تواجد المستهدفين. لا بأس من إصابة المدارس و المستشفيات بالخطأ، لأن قيمة الإنسان الفلسطيني أصلا منعدمة عندهم سواء كان حمساويا أو مواطنا عاديا.

أشعر بالأسى و بمشاعر لا أود وصفها و الكشف عنها هنا، عندما أتذكر تلك البرامج التلفزيونية المجملة لصورة أمريكا، الراعي الأول للإرهاب الصهيوني، برامج تلفزيونية قد تكون واقعية، عن احترام حقوق الطفل بالولايات المتحدة الأمريكية، و عن قضايا الطفولة و مشاكلها، مشاكل كبيرة فعلا و هامة، و أخرى تافهة أحيانا تفاهة الحياة الاستهلاكية التي غرقنا فيها كلنا.

الطفل له حقوق إذا كان يعيش داخل تلك الحدود، حدود الدول التي صنعت تلك الحقوق و طبقتها. التطبيق غير مضمون خارج تلك الحدود، قد لا يكون حق الحياة مضمونا، كما في فلسطين اليوم، الطفل الغزاوي يتمنى مع بداية سنة 2009 أن يبقى على قيد الحياة و بدون إعاقة تقسم جسمه إلى نصفين.

للأسف، لا يوجد عربي واحد الآن سواء كان ملكا أو حاكما، أو من النخبة أو من العامة و الغوغاء، يستطيع تحقيق تلك الأمنية للطفل الغزاوي، أبعد ما يمكن عمله هو التكفل به بعد أن يفقد أحد أعضاءه أو إحدى حواسه و نقله إلى مستشفى راق خارج فلسطين، أو التكفل به نفسيا بعدما تكون الحرب قد حطمته كليا و جعلت منه شبه إنسان. و هذا الطفل المحظوظ هو ذلك الذي يضمن تتبع وسائل الإعلام لحالته، لأن ذلك سيضمن ظهور فلان و علان ممن يصرفون على علاجه من مالهم أو من مال الشعب. لست أبخل بمال الشعوب العربية على أطفال غزة لو كانت كلها ستذهب لهم، لكني أسخر من السخاء العربي الرسمي الذي ربما يحاول به صارفوه تغطية العجز السياسي و تهميش إسرائيل و أمريكا لأصواتهم.

0 تعليقــات:

إرسال تعليق

free counters

عن المدونة

مقالات الكاتب و الناشط في مجال الأعمال الخيرية و الإنسانية جمال الدين بوزيان