إرهابيو الأمس نجوم اليوم

خلال متابعتي لتحليلات المختصين المتعلقة بالعملية الانتحارية الإرهابية الأخيرة بالجزائر والتي راح ضحيتها حوالي 43 قتيلا و45 جريحا أغلبهم من الطلبة المترشحين لإجراء مسابقة الانضمام لمدرسة الدرك الوطني بمدينة “يسر” بولاية “بومرداس”، خلال متابعتي تلك، أعجبني كلام المحلل السياسي الجزائري “أحمد كنيوة” الذي أنكر على الصحافة الجزائرية الخاصة فتح صفحاتها لإرهابيين تائبين وقيادييين إسلاميين، بالأمس فقط كانوا مشاركين مباشرين في التأطير لعمليات القتل والذبح، واليوم يطلون علينا بتصريحات كثيرة وغريبة لا تساهم أبدا في تحسين الوضع، بل تزيد من حدة التوتر.

إن رفض أغلبية أولئك القياديين والتائبين التصريح بآراء واضحة اتجاه ما يحدث الآن بالجزائر، يجعل من سلبيتهم تلك بمثابة المساند الكبير لأعمال القتل المستمرة والتي ينفذها إرهابيون لم يحن وقت توبتهم بعد.
لقد جعلت الصحافة الجزائرية الخاصة منهم نجوما وخصصت لهم الصفحات لنشر كلامهم الذي أجد فيه جرأة كبيرة تستشعر منها عدم خجلهم مما ارتكبوه من قبل.

لست ضد التوبة، لكن التائب من ذنب معين من المفروض أن يكون حييا ومتحفظا، أما أن يكون شامخ الرأس جريئا وبدون أن يعتذر عما سبق أو حتى يشارك في بعث كلمة طيبة تؤثر في زملاءه وأتباعه ممن لا زالوا يحترفون القتل والموت، فهذا ما يجعلني أتساءل فعلا عن عشوائية التوبة.

والصحافة الجزائرية الخاصة التي يقال عنها مستقلة، وجدت في تصريحات المؤطرين السابقين للإرهاب مصدر رزق مربح، خاصة وأنها (التصريحات) تستفز أطرافا أخرى لنشر ردود قد تكون مستفزة أكثر ومفيدة جدا لزيادة نسبة مقروئية الجريدة، وهي ليست المرة الأولى التي تسترزق فيها الصحافة الجزائرية الخاصة من مواضيع كهذه تتعلق بالإنسان الجزائري الضحية الأولى والأخيرة لهذه الأعمال.

ربما نفس النقد الموجه من قبل لقناة الجزيرة بسبب مبالغتها في المسارعة للضفر بأي سبق صحفي مع شيوخ القتل بأفغانستان، يمكن أن نوجهه لبعض الصحف الجزائرية الخاصة من خلال سعيها لنشر لقاءاتها مع القياديين السابقين والإرهابيين التائبين كسبق صحفي دون مراعاتها إمكانية تحولها بسبب ذلك لناطق رسمي باسم تلك الجهات، أو على الأقل يصبح التعامل معها على أساس أنها تميل لذلك الاتجاه، ولا تحترم ضحاياه.

0 تعليقــات:

إرسال تعليق

free counters

عن المدونة

مقالات الكاتب و الناشط في مجال الأعمال الخيرية و الإنسانية جمال الدين بوزيان