9 أو 19، لماذا الهوس بالصغيرات؟

عادت قضية الزواج بالقاصرات لتظهر بقوة في الصحافة العربية من خلال دراسة جديدة حول السن الحقيقي لأم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – عند زواجها من الرسول – صلى الله عليه وسلّم -، تلك الدراسة المنجزة من طرف الباحثة السعودية “د.سهيلة زين العابدين حمّاد” أكدت على أن سنها كان 19 سنة، بينما رد عليها كثيرون بتأكيد الرأي السابق القائل بأن سنها كان 9 سنوات والذي كان من قبل شبه مسلم به.

زواج الرسول – صلى الله عليه وسلّم – من عائشة – رضي الله عنها – و من باقي زوجاته كان زواجا خاصا به وحده، 11 زوجة، كل زوجة لها أسبابها والحكمة من زواجه بها، وقد تحدث المشايخ والدعاة حول هذا الموضوع، من بينهم الداعية الشهير عمرو خالد الذي كان تناوله للقضية مقنعا لحد كبير.

ومع ذلك، يبقى زواج الرسول من عائشة الأكثر إثارة للجدل من بين كل زيجاته – صلى الله عليه وسلّم -، وهذا الزواج أيضا هو الأكثر جلبا للنقد والرفض والتأويل، وهو النقطة الأكثر حساسية عند دراسة حياة خاتم الأنبياء، والتي تتطلب داعية ذكيا وذو عقل منفتح لكي يتقن الرد بحجج مقنعة على اتهام الرسول والإسلام بالبيدوفيليا.

بعض المتحدثين باسم الإسلام والمسلمين يؤكدون تلك الاتهامات بدل نفيها، وذلك بحججهم غير المقنعة وابتعادهم عن العقل في طرحهم، وعدم معرفتهم لطبيعة الآخر الذي يخاطبونه، كما أن بعض القائلين بأن سن عائشة – رضي الله عنها – عند زواجها كان 9 سنوات، وهم الأغلبية، لا يجيدون الكتابة للآخر في معظمهم، وتأتي كتاباتهم المدافعة وكأنها موجهة لأنفسهم أو لمسلمين لهم نفس قناعاتهم.

يعاني الكثير ممن يكتبون في الدين عامة وفي هذه القضية خاصة من إشكالية عدم التفريق بين الكتابة للمسلمين ولغير المسلمين، وإن كانت مسألة زواج الرسول الكريم بعائشة – رضي الله عنها- تحتاج لمن يقنع بها أبناء الإسلام قبل غيرهم.

الرأي القائل بأن السن كان 19 عند الزواج، ورغم جدته واندهاشي لقراءته، إلا أني وجدته مريحا وتمنيت لو كان صحيحا، وبالمقابل لست رافضا للمقولة القديمة القائلة بأن السن كان 9، ولست بمكانة تسمح لي بالفصل في هذا الموضوع، لست أنا من يحدد سن أم المؤمنين إن كان في ذلك الوقت 9 أو 19.

ومع ذلك، لا يمكن أن أمسك نفسي من التذمر من المسارعين للدفاع عن السنوات التسع بطريقة توحي للوهلة الأولى أنهم يدافعون عن البيدوفيليا، وعن قضية عامة تتعلق بالزواج من الصغيرات، وليس قضية خاصة جدا وتتعلق بشخص واحد فقط هو الرسول الكريم – صلى الله عليه و سلّم-.

أصلا نحن متهمون كمسلمين وعرب بميلنا المرضي نحو البيدوفيليا، حوادث الاعتداءات على الأطفال لا داعي لتكرار تأكيدها، لأن صفحات الأحداث بالجرائد تؤكد لوحدها هول الظاهرة وإلى أين وصلت خطورتها، كما أن مجتمعاتنا مليئة بحالات زواج الشيوخ من القاصرات، بعضها يحدث بمباركة من الجميع ومن العادات والتقاليد، الراعي الأول لمرض البيدوفيليا المققنة أو الشرعية.

كمسلم، أقبل مسألة زواج سيد الخلق بعائشة سواء في سن 9 أو 19، وأؤمن بأن أي لبس في الموضوع إنما راجع لخطأ إنساني ناجم عن المؤرخين والشيوخ، ربما خطأ في المعلومة نفسها أو في الوصول إلى الحكمة والعلة المقنعة، وأتعامل مع الموضوع على أساس خاص جدا وفقط بخاتم الأنبياء، أما عدا ذلك، فالزواج بالفتيات الصغيرات في أي بقعة في العالم يعتبر مرضا نفسيا يجب أن يعاقب مقترفه ويعالج.

0 تعليقــات:

إرسال تعليق

free counters

عن المدونة

مقالات الكاتب و الناشط في مجال الأعمال الخيرية و الإنسانية جمال الدين بوزيان