أوجه متعددة لحملة انتخابية نتيجتها معروفة

اعتدنا في الجزائر على أن لا نرى مليمات وسنتيمات خزينة الدولة إلا قبيل بدء الحملات الانتخابية، خاصة تلك المتعلقة بالرئاسيات والدساتير والبرامج والقوانين التي حتما ستكون نتيجة التصويت عليها بنعم، سواء رافقتها حملة انتخابية ناجحة، أو فاشلة، أو لم ترافقها أبدا.

لكن، الحملة الانتخابية هي لإكمال الديكور اللازم وجوده لتكون المسرحية جميلة وصالحة للمشاهدة. ولإيهام الناس بأن الحملة الانتخابية ناجحة، لا بد من فتح خزائن الدولة وتسخير محتواها للوصول للنتيجة الحتمية التي ستكون في النهاية مرضية لمن يتصرفون في مصير الجزائر ويقال عنهم بأنهم يحكمون ولا يظهرون في الصورة.

لذلك، لا يهم هذه الحملة هي لصالح الرئيس الحالي أم لرئيس آخر سيكون في مكانه حسب ما تتطلبه الظروف وما يرضي أصحاب القرار ومصائر الناس، المهم، أن الحملة بدأت قبل موعدها الرسمي، وإن تعددت أوجهها، وإن جاءت في شكل لا يوحي للمرة الأولى بأنها تندرج ضمن الحملة الانتخابية.

بالنسبة لبعض قوانين الحماية الاجتماعية الخاصة بالفئات المحرومة، لماذا لم يتم تعديلها إلا قبيل الانتخابات الرئاسية؟ طبعا ليقال بأن ذلك التعديل وهذه الإكراميات التي نزلت على الفئات المحرومة هي من طرف سيادة أو فخامة الرئيس. لماذا ترفع منحة المسنين من 1000 دينار جزائري إلى 3000 دينار جزائري في هذا الوقت بالذات؟

وماذا عن برنامج التشغيل الجديد الذي يقوم بتشغيل الشباب من ذوي المستوى التعليمي المتدني والذين تقل أعمارهم عن 35 سنة، وبمدة عقد لا تزيد عن سنة أو اثنتان فقط؟ لماذا في هذا الوقت بالذات قررتم الانتباه لهذه الفئة والقضاء الافتراضي على بطالتها وبيع الأوهام لهم بعقود لمدة عام أو عامين، وبعدها يبقى مصيرهم مجهولا؟

أظن مدة عام تكفي، لأنه عندها تكون الانتخابات الرئاسية قد مرت بخير وسلام، ويكون أغلبية الشباب الذين شملهم برنامج التشغيل الجديد قد انتخبوا على ولي نعمتهم وصاحب الفضل فيما هم فيه ينعمون.

لماذا استهداف هذه الفئات بالتحديد بتلك البرامج قبل الانتخابات؟

فئة المسنين، وفئة الشباب ذوي المستوى التعليمي الضعيف، ربما لأنها الفئة الأقل وعيا، ربما هي لأنها الفئة التي تؤمن بسرعة بأحقية الرئيس الحالي في عهدة ثالثة بفضل تلك البرامج؟ هل يعقل هذا؟

وماذا عن فئة الجامعيين وذوي المستوى التعليمي العالي؟

وعن النساء، هل يوجد شيء من ضمن تلك البرامج المروجة للمرشح الحقيقي للانتخابات الرئاسية؟ أظن النساء في الجزائر أكبر فئة تقوم بالانتخاب، وعدم استهدافهن بمثل تلك البرامج يعتبر خطأ كبيرا من قبل مخرجي ومؤلفي المسرحيات الانتخابية.

استغربت هذه المرة عدم التكرم على الشباب الجزائري بالإعفاء من الخدمة العسكرية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية!! فمن المعتاد أن تكون هذه المبادرات هي من أولى خطط الترويج للانتخابات.

المهم، مع كل تلك البرامج الترويجية والقوانين الجديدة، سيكون طبعا من المنطقي جدا أن تكون نتيجة الانتخابات المقبلة لصالح فخامته، لأنه تكرم كثيرا على هذا الشعب مسنين وشبابا، ألا يحق له الحكم لعهدة ثالثة؟

0 تعليقــات:

إرسال تعليق

free counters

عن المدونة

مقالات الكاتب و الناشط في مجال الأعمال الخيرية و الإنسانية جمال الدين بوزيان