مهزلة الفنك الذهبي

ست سنوات من الرداءة

في كل مرة أتابع فيها حفل توزيع جوائز الفنك الذهبي السنوية، أتساءل عن سبب الإصرار على تكرار الرداءة و تكريسها، و أحاول جاهدا البحث عن حجة مقنعة للمهزلة المتكررة كل سنة.

ما الذي ينقصنا؟ أو ما الذي لا ينقصنا؟

ألا توجد بالجزائر مقدمة أو مذيعة تستطيع تقديم حفل مباشر بدون القيام بأخطاء كارثية، هل من المعقول أن تنسى مقدمة حفل فني سنوي اسم فنان بمرتبة "بسام كوسا" أو "باسم ياخور"؟ ما علاقتها إذن بالحفل و بميدان التقديم؟ من الذي أحضرها و أجبر الآخرين على قبولها؟

كل سنة، يغيرون مقدمة الحفل، و للأسف كلهن ينافسن بعضهن في الرداءة و المستوى الهابط، لا يجيدون الكلام أصلا، سواء بالعامية أو الفصحى أو الفرنسية، لا أدري من أين يتم استقدام أمثالهن، الأجدر بهن العودة إلى مجالاتهن الأصلية.

منذ العام الأول لانطلاق حفل الفنك الذهبي، و القائمون عليه يصرون على فكرة أن الحفل يساهم في تقديم صورة جميلة عن الجزائر الحالية بعد دخولها مرحلة جديدة، لكن في الواقع حفل الفنك الذهبي يكرس كل عام صورة سيئة عن الجزائر و فنها و مسؤوليها، و يؤكد مدى الفرق الكبير بيننا و بين من تمكنوا من الوصول باسم بلدهم عاليا عن طريق الفن.

كل عام، نشعر بخيبة كبيرة بعد الانتهاء من متابعة كوارث حفل الفنك الذهبي، التنظيم دون المستوى رغم ما يقال عن الجهد المبذول و الأموال المسخرة، عجز المنظمون حتى عن استقدام مقدمة مشرفة أو حتى عارضة أو مضيفة تتقن عملها و تجيد إحضار باقة ورد أو جائزة بدون أن يسيرها أحد أو يوجهها على المباشر، هل خلت الجزائر من مقدمة محترفة أو عارضة لديها نسبة ذكاء تتيح لها تذكر المطلوب منها في تلك الليلة؟

أم أن أصحاب الواسطة، أو بالأحرى صاحبات الواسطة هن الأولى بالعمل بذلك الحفل و النهل من أمواله المسخرة لإنجاحه؟

هل نعجز عن استقدام إعلامي جزائري محترف أو مذيعة جزائرية مقتدرة ممن تمتلئ بهم الفضائيات العربية؟ ألا يمكن استقدام أحدهم لليلة واحدة ليكون الحفل أكثر احترافية و جمالا؟ دول كثيرة تقوم بهذا ضمانا لسير الحفل بطريقة مهنية عالية.

عن أي صورة جميلة للجزائر تتحدثون؟ أنتم أسوء صورة يمكن أن تكون عن الجزائر و فنها.

0 تعليقــات:

إرسال تعليق

free counters

عن المدونة

مقالات الكاتب و الناشط في مجال الأعمال الخيرية و الإنسانية جمال الدين بوزيان