وعود جهادية لن تتحقق

يبدو أنه يجب أن أبدأ مقالي بشتم وسب إسرائيل الظالمة والقاتلة، المجرمة والمغتصبة لحقوق الفلسطينيين وحقوق الطفل وحقوق الإنسان.

يجب أن أبدأ مقالي بهذه العبارات البديهية والمتفق عليها، حتى لا يفهم الكلام الذي سأكتبه فيما بعد على أنه لوم للضحية على حساب الجلاد.

ما أوّد طرحه وبكل بساطة هو مجرد تساؤلات عن كل تلك الوعود الجهادية والنصر المنتظر الذي طال انتظارنا لرؤيته، ولا يزال لم يحدث. لماذا كثرة الكلام بينما الكل عن الفعل والتطبيق عاجز؟ هل الجهاد هو تلك التصريحات الحماسية التي امتلأت بها الفضائيات ومواقع ومنتديات الأنترنيت؟ هل الجهاد هنا واجب في مثل هذا الوضع الذي تمر به غزة اليوم بينما حماس عاجزة عن الدفاع عن نفسها وعن غزة؟ حماس التي كانت مسيطرة على غزة بعدما أخرجت منها فتح ومن تتهمهم بالخيانة.

أعترف بعدم معرفتي الجيدة بالأمور الداخلية الفلسطينية، ولست أقف مع أي طرف، لا مع حماس، ولا مع فتح أيضا، لكن أرى بأنه من المعقول والمنطقي أنّ من يسيطر على منطقة ويحكمها يكون أهلا للدفاع عنها، وإلا فما فائدة ذلك الحكم؟

كنت أتمنى لو كان رد حماس على العدوان الإسرائيلي قويا وعنيفا، تماما مثلما تصريحاتهم الإعلامية كانت ولا تزال قوية وعنيفة. يتوعدون بالرد منذ بدء الغارات، ويا ليته لم يكن، أرى ردهم بمثابة مفرقعات عيد الميلاد وألعابه النارية.

هل يجب الجهاد على مثل هؤلاء؟ ممن يدفعون شعبهم للموت بينما هم عاجزون عن حمايته؟ أليس الواجب قبل كل ذلك هو التحضير الجيد وكما يقول الحديث النبوي الشريف “رحم الله امرءا عرف قدر نفسه”. أين هو التخطيط والعدّة التي أمر الله بها؟ العشوائية لا تصنع جهادا، ولا تحرر وطنا.

فرض الجهاد ضد العدّو المغتصب للوطن لا أحد يجادل فيه أو ينكره، لكن الوقت المناسب هو الذي يختلف عليه الجميع، وهذا وبكل صراحة ليس وقت جهاد، في ظل حركات جهادية تقول ما لا تفعل، وحكام عملاء وشعوب نائمة. ليس وقت الجهاد.

0 تعليقــات:

إرسال تعليق

free counters

عن المدونة

مقالات الكاتب و الناشط في مجال الأعمال الخيرية و الإنسانية جمال الدين بوزيان