الراقصة المحترمة
المقال عن: تلفزيون، برامج، دراما، مسلسلات
الصراخ بالنيابة
لأن الوسط الفني العربي مشغول بالترويج لهيفاء و لستار أكاديمي، و بالتهليل لقدوم مسلسلات عجائز الدراما الرمضانية، صنعت تركيا مسلسلا نيابة عنا و أبرزت فيه فضائع و جرائم الاحتلال الصهيوني ضد شعب و أطفال فلسطين.
قضية فلسطين قضية عالمية، قضية تهم كل باحث و مدافع عن حرية الشعوب و حقها في تقرير مصائرها، هي قضية كل مسلم، و بديهي إذن أن تقوم تركيا بالعمل من أجل نصرة القضية الفلسطينية.
لكن أليس العرب أو ما يقال له الوطن العربي أقرب إلى القضية الفلسطينية من أي بلد آخر، مسلم أو غير مسلم؟
هل تكفي الأعمال الفنية التي أنتجها العرب من أجل فلسطين؟
نحتاج للمزيد من الأعمال التي تشبه "التغريبة الفلسطينية" لنقول لأنفسنا و للعالم ماذا حدث بالضبط في فلسطين، و ما هي النكبة الحقيقية بالرواية الأصلية، الرواية التي تحكى بدماء أصحاب الأرض الأصليين.
نحتاج إلى أعمال على شاكلة "الاجتياح" لكي تسلط الضوء على الفلسطيني الإنسان، الذي يناضل و يجاهد، و في نفس الوقت يحب و يعشق، يدرس و يحلم بالتخرج، يسافر و يتغرب و يتمنى غدا أفضل.
نحتاج لأن تعج المواسم الرمضانية الدرامية بمسلسلات مثل: عائد إلى حيفا، الدرب الطويل، رجال الحسم……
و بالتعريج على الوسط الغنائي العربي، و بغض النظر عن الأغاني التي تنتج بطريقة ارتجالية و مناسباتية بفضل الهجوم الإسرائيلي المتكرر من حين لآخر على غزة و الضفة، هل فعلا يمكن أن نعثر على وجود للقضية الفلسطينية في الأغنية العربية؟
قد نعثر على مطربين قلائل اتخذوا منها نهجا يسيرون عليه و مبدءا لا جدال فيه لمواضيع أغانيهم، أو على الأقل اتخذوها قضية لا تغيب عن بالهم و يعودون إليها خلال إنتاجاتهم المتواصلة و المتنوعة بين العاطفي و الوطني…
يمكن أن نذكر: فيروز، مارسيل خليفة، أميمة الخليل، جوليا بطرس، ريم بنا، لطفي بوشناق….
الأوطان لا تحرر بالفن، و إنما بالسلاح، و لكن الفن و الإعلام اليوم هو الداعم الأكبر للمجاهد و المناضل، و لكننا للأسف، عرفنا كيف نسوق و نروج للسلفية الجهادية و أقنعنا العالم بأننا إرهابيون، و لم نتمكن منذ سنة 1948 من إقناعهم بعدالة القضية الفلسطينية. نتحمل جزءا من هذا الفشل، و يتحمله معنا الأعداء أيضا.
المقال عن: تلفزيون، برامج، دراما، مسلسلات
فيلم يوم الأحد
كان الحدث الهام كل أسبوع، وحديث صباح يوم الاثنين، هو فيلم سهرة الأحد، كيف كان؟ ما مدى العري الذي فيه؟ وهل كان فعلا يستحق المنع فقط على المشاهدين الأقل من 16 سنة، أم يستحق المنع على الأقل من 18 سنة أيضا؟
أحاديث كثيرة كان يتحدثها الصغار والكبار صبيحة يوم الاثنين عن فيلم القناة الفرنسية السادسة، حوارات رجالية عن نوعية نساء ذلك الفيلم، عن نوعية الأجساد والأعضاء، وكل التفاصيل، بعضهم يقول أنه كان فيلما سيئا، فهو فرنسي محلي، البعض الآخر يتمنى لو كان فيلما إيطاليا، فحسب الرأي السائد، الإيطاليون هم أسياد الأفلام الجنسية في العالم، بينما قد تجد البعض يقول لك لا استغناء عن الإباحية الأمريكية التي تقدم في قالب متقن ومحترف.
كان فيلم الأحد عزيزا جدا على الكثيرين في وقت كان وجود مثل تلك الأفلام شحيحا مقارنة بما هو عليه الوضع الآن.
اليوم أصبح الجنس في كل مكان وبوسائل مختلفة، وقليلة هي الأماكن التي لا يمكن الحصول فيها على صورة جنسية أو لقطة أو فيلم جنسي.
مع وجود الفضائيات الكثيرة ومواقع النت هائلة العدد، لا وجود للكبت الجنسي في هذا الزمن، أو ربما كل واحد يعبر بطريقته عن كبته الجنسي.
عند مقارنة فيلم يوم الأحد بما تبثه القنوات الإباحية اليوم، يبدو فيلم القناة السادسة مضحكا ومثيرا للأعصاب أكثر منه للشهوات، لكنه في زمن مضى كان فيلما عزيزا.
و بتطبيق نفس المقارنة، يبدو فيلم التسعينات وكأن يد الرقابة امتدت إليه، فمناطق معينة في جسم الممثلين والممثلات ممنوع عليه الوصول إليها، مناطق أصبحت مستباحة جدا والوصول إليها بنقرات قليلة على مفاتيح الحاسوب يصل إليها حتى الأطفال.
تطور الوضع اليوم، والأحد صار أياما متتالية من الإباحية لا تنتهي، وأصبح بإمكان المكبوتين والفضوليين العثور بسهولة على أفلام خلاعة عربية مئة بالمئة. لكن لماذا نظلم المكبوتين والفضوليين؟ ليسوا الوحيدين المتابعين لتلك الأفلام.
المقال عن: تلفزيون، برامج، دراما، مسلسلات
ستار أكاديمي للإعلاميين و المذيعين
شهرة الإعلامي العربي أصبحت تميل كثيرا إلى النجومية التي يتمتع بها الإعلامي الغربي، الأوروبي أو الأمريكي خاصة.
فظهور الفضائيات العربية الكثيرة و المنافسة الكبيرة بين القنوات عالية المستوى، أبرز اهتماما متعدد الأطراف بالإعلامي أو المذيع، اهتمام الإعلامي بنفسه، اهتمام القناة به لتنافس نظيراتها بواسطته، و اهتمام الجمهور به.
نرى أعدادا كثيرة من مذيعين و مذيعات، مستويات مختلفة، أشكال متنوعة، و شخصيات متعددة و متباينة فيما بينها، هذا وسيم، تلك فاتنة، و الأخرى متحررة في لباسها، و زميلتها ذات الصوت الملائكي، و ذلك فصيح اللسان، و زميله لديه طريقة جلوس معينة، و زميل آخر كثير الضحك خلال التقديم…
أصبح لهؤلاء معجبين و مواقع على الانترنيت خاصة بهم، صورهم الجديدة تتداول بين المعجبين تماما كما يحدث مع صور نجوم التمثيل و الغناء.
بعض الإعلاميين و المذيعين، فهم اللعبة جيدا في وقت مبكر، و أتقن فن التواصل مع الجمهور و مع الصحافة، فأضحى نجما حقيقيا تحيط به هالة الشهرة، مع أن النظرة إلى الإعلامي أو المذيع التلفزيوني كنجم، قد تجعل البعض منهم يعيش و كأنه في بروج مشيدة، يأبى التنازل و قول كلمة شكرا لمن يستحقها.
أتساءل أحيانا بيني و بين نفسي، ما الذي يمنع الفضائيات التلفزيونية العربية من إنجاز برنامج من نوع تلفزيون الواقع، يكون موضوعه تكوين و تخريج إعلاميين و مذيعين، حتما سيكون برنامجا لافتا و ناجحا إذا تبنته قناة بارزة تتمتع بنسب مشاهدة عالية.
سيسمح ذلك للمشاهدين بمتابعة ولادة الإعلامي النجم منذ بدايته، و رؤيته على طبيعته، هو يأكل، و هو يضحك، و هو نائم، و خلال غضبه و شجاره مع زملاءه بالأكاديمية، و قد تسمح لهم الصدفة أو التخطيط المسبق لمتابعة قصص حب تنشأ بين طلاب أكاديمية الإعلاميين هذه، على شاكلة قصص الحب المقرفة التي نشاهدها تنشأ بين طلاب ستار أكاديمي.
ما دام الوسط الإعلامي يتمتع بالهالة الكافية لجعله مصدر رزق بهذه الطريقة و المتاجرة بالشباب الطامحين لتحقيق حلم النجومية في سماء الإعلام و الفضائيات، ما الذي يمنع إذن القنوات العربية من فعل ذلك، و هي التي أثبت في الغالب أنها يمكن أن تعرض أي شيء قابل لرفع نسب المشاهدة و ملئ الجيوب و الحسابات البنكية.
المقال عن: تلفزيون، برامج، دراما، مسلسلات
كلام غير مقنع
المقال عن: تلفزيون، برامج، دراما، مسلسلات
حزب الله يدخل من باب الحارة
المقال عن: تلفزيون، برامج، دراما، مسلسلات
المحجبة في الأعمال الفنية، بين التقديس و التشويه
المقال عن: تلفزيون، برامج، دراما، مسلسلات
لا نحتاج إلى عريكم.. أين أصواتكم؟
المقال عن: تلفزيون، برامج، دراما، مسلسلات
أشكالكم متعددة يا جند حزب التكفير
المقال عن: تلفزيون، برامج، دراما، مسلسلات
الملك العريان
المقال عن: تلفزيون، برامج، دراما، مسلسلات
التقليد بالخط العريض
في ميدان البرامج التلفزيونية، الأفكار تأتينا دائما من الغرب، هم بارعون في ابتكار البرامج المتنوعة و خلق أشكال مختلفة للإبداع التلفزيوني، و نحن متفوقون في شراء حقوق البث و الملكية، و استنساخ صور جميلة أحيانا و مشوهة أحيانا كثيرة عن تلك البرامج التي حتما هي جميلة في نسخها الأصلية، لأنها تكون متوافقة في الغالب مع طبيعة المجتمع الذي وجدت فيه و ظهرت من أجل أن تقدم لجمهوره، و لأن المشرف عليها مباشرة هو مبتكرها. برامج التوك شو مثلا على طريقة أوبرا وينفري أو تايرا بانكس، رغم محاولات تقليدها عربيا إلا أنها كلها باءت بالفشل، برنامج ستار أكاديمي رغم الملايين التي دخلت جيوب منتجيه، إلا أنه عجز عن تخريج أصوات غنائية حقيقية إلا القليل جدا منها، على عكس النسخ الغربية من البرنامج نفسه. برنامج أحمر بالخط العريض، هو بذاته يعاني من خطوط حمراء لا يجب تجاوزها، يفتقر إلى الجرأة الكافية الموجودة بالنسخ الغربية للبرنامج، هل يستطيع في نسخته العربية أن يطرح قضايا و مشاكل سياسية حقيقية انعكست على الفرد و المجتمع؟ و هل يستطيع أن يسمي دولا و أشخاصا معينين بأسمائهم؟ لماذا التركيز دائما على الدعارة و المثلية الجنسية التي أصبحت أغلب البرامج تتعمد مناقشتها لكي تكتسب صفة الجرأة و تلفت لها الأنظار. التقليد في حد ذاته يكون مشوها أحيانا، و يجعلك تترحم على نسخه الأصلية التي تعتبر إبداعا حقيقيا. كل تلك الأموال الطائلة المسخرة من طرف العرب لقنواتهم الفضائية لم تتمكن من خلق برنامج ناجح يكون عربي المنشئ و الأصل، و المضمون أيضا. هل عجزت ملايين الدولارات العربية المتداولة في الإعلام المرئي من العثور على عقل عربي مبتكر و تحفيز روح الإبداع فيه؟ لا أنكر أن بعض البرامج الغربية في نسخها العربية كانت ناجحة و مناسبة أيضا للجمهور العربي، لكن إلى متى التقليد؟ و هل النجاح مضمون فقط عندما تكون الفكرة مستوردة من برنامج عالمي شهير؟ لماذا الخوف من المغامرة بإنتاج برنامج كبير بفكرة محلية مبتكرة عربيا؟ لا أظن أن كل هذه الكفاءات الإعلامية العربية الظاهرة لنا و المخفية تعجز عن طرح أفكار جديدة لمواضيع تكون خاصة بنا، لماذا لا نبيع نحن حقوق البث للآخر، و يستنسخ هو من عندنا؟ إن نفس المنهج المتبع في الإعلام التلفزيوني و برامجه، هو ذاته المتبع في عملية التنمية بالمنطقة العربية عامة و الخليج خاصة، حيث الأموال تقوم باستقدام الكفاءات الأجنبية و استنساخ الأفكار و عمل ما يسمى "نسخ - لصق" لناطحات السحاب و كل مظاهر التطور الأخرى.
المقال عن: تلفزيون، برامج، دراما، مسلسلات
إنها مطربة و ليست إلها
يتحدث الإعلام الفني هذه الأيام عن رفض المطربة الكبيرة فيروز لعرض ملك الراي المطرب الجزائري الشاب خالد، و الذي كان ينوي الغناء معها في ديو فني كما كان قد فعل من قبل مع فنانين عرب و أجانب، مثل عمرو دياب، ديانا حداد، الهندية-البريطانية "أمار دهانجان"، و الإيراني-السويدي "كامرون كارتيو"، و أخيرا مع الفرقة الإفوارية (من ساحل العاج) الشهيرة "ماجيك سيستام". في الأول تقبلت خبر الرفض بطريقة عادية جدا، و الخبر في أصله فعلا عادي، و لا يتطلب أي رد فعل، سواء من محبي فيروز أو من محبي خالد، مع العلم أني من محبي الاثنين، لكن فيما بعد لم أجد إلا أن أتخذ موقفا بسبب ما سمعت و قرأت من تعليقات مؤيدة لفيروز تشكرها على رفضها، و تنتقص من الشاب خالد، و كأنه طلب الغناء من شيخ دين أو راهب أو كاهن، و ليس من مطربة مثله، مع الأخذ بعين الاعتبار الفرق في العمر الفني و الحقيقي لكل منهما، و ميدان شهرة كل واحد. لكن هذا لا يبرر تعليقات بعض الصحفيين و القراء المنتقصة من حجم فنان جزائري بقيمة و شهرة الشاب خالد، و الذي لا ينكر أحد عالميته و وصوله إلى حيث لم يصل أي مغني عربي، بمن فيهم فيروز، و حتى الراحلة كوكب الشرق أم أكلثوم. سيلين ديون نجمة الغناء العالمي في الوقت الحالي، غنت مع عمالقة الأزمنة الفنية الماضية، و الذين هم بحجم فيروز في المجتمع العربي، و لم يعارض أحد ذلك أو يهاجم سيلين ديون، و كذلك المطرب الفرنسي الذي يعتبر أسطورة عالمية "شارل أزنافور"، غنى و لا يزال يغني ديوهات فنية مع فنانين كبار و صغار، من بينهم بعض المتخرجين من برامج تلفزيون الواقع الغنائية، و لم يعارضه أحدا أو ينتقص من قيمة المشاركين له في الغناء. فيروز مطربة عربية كبيرة، هي رمز للفن العربي المتميز، بصماتها و بصمات الرحابنة معها لا تمحى أبدا، لكنها ليست إلها يمنع الاقتراب منه، هي لم تخطئ برفضها لمشاركة الشاب خالد، من سمحوا لأنفسهم بالتعليق هم من أخطئوا، و هذا ليس بالأمر الجديد علينا، حيث نؤله الفنانين و نتخذ لهم معابد خاصة، و نمنع أنفسنا من الإشراك بهم أبدا. كما أن غناء الراي، هو فن جزائري عالمي قائم بذاته، نجاحه واضح جدا إلا لمن أبى النظر بعين الواقع، هو غناء، كلمات ملحنة، أم أن فيروز تتحدث وحيا منزلا؟ هي تغني، لكن الهائمين بها يرونه وحيا لا مثيل له، و هذا هو سبب انتقاصهم لكل من يود الوقوف بجانبها.
المقال عن: تلفزيون، برامج، دراما، مسلسلات
مهزلة الفنك الذهبي
ست سنوات من الرداءة في كل مرة أتابع فيها حفل توزيع جوائز الفنك الذهبي السنوية، أتساءل عن سبب الإصرار على تكرار الرداءة و تكريسها، و أحاول جاهدا البحث عن حجة مقنعة للمهزلة المتكررة كل سنة. ما الذي ينقصنا؟ أو ما الذي لا ينقصنا؟ ألا توجد بالجزائر مقدمة أو مذيعة تستطيع تقديم حفل مباشر بدون القيام بأخطاء كارثية، هل من المعقول أن تنسى مقدمة حفل فني سنوي اسم فنان بمرتبة "بسام كوسا" أو "باسم ياخور"؟ ما علاقتها إذن بالحفل و بميدان التقديم؟ من الذي أحضرها و أجبر الآخرين على قبولها؟ كل سنة، يغيرون مقدمة الحفل، و للأسف كلهن ينافسن بعضهن في الرداءة و المستوى الهابط، لا يجيدون الكلام أصلا، سواء بالعامية أو الفصحى أو الفرنسية، لا أدري من أين يتم استقدام أمثالهن، الأجدر بهن العودة إلى مجالاتهن الأصلية. منذ العام الأول لانطلاق حفل الفنك الذهبي، و القائمون عليه يصرون على فكرة أن الحفل يساهم في تقديم صورة جميلة عن الجزائر الحالية بعد دخولها مرحلة جديدة، لكن في الواقع حفل الفنك الذهبي يكرس كل عام صورة سيئة عن الجزائر و فنها و مسؤوليها، و يؤكد مدى الفرق الكبير بيننا و بين من تمكنوا من الوصول باسم بلدهم عاليا عن طريق الفن. كل عام، نشعر بخيبة كبيرة بعد الانتهاء من متابعة كوارث حفل الفنك الذهبي، التنظيم دون المستوى رغم ما يقال عن الجهد المبذول و الأموال المسخرة، عجز المنظمون حتى عن استقدام مقدمة مشرفة أو حتى عارضة أو مضيفة تتقن عملها و تجيد إحضار باقة ورد أو جائزة بدون أن يسيرها أحد أو يوجهها على المباشر، هل خلت الجزائر من مقدمة محترفة أو عارضة لديها نسبة ذكاء تتيح لها تذكر المطلوب منها في تلك الليلة؟ أم أن أصحاب الواسطة، أو بالأحرى صاحبات الواسطة هن الأولى بالعمل بذلك الحفل و النهل من أمواله المسخرة لإنجاحه؟ هل نعجز عن استقدام إعلامي جزائري محترف أو مذيعة جزائرية مقتدرة ممن تمتلئ بهم الفضائيات العربية؟ ألا يمكن استقدام أحدهم لليلة واحدة ليكون الحفل أكثر احترافية و جمالا؟ دول كثيرة تقوم بهذا ضمانا لسير الحفل بطريقة مهنية عالية. عن أي صورة جميلة للجزائر تتحدثون؟ أنتم أسوء صورة يمكن أن تكون عن الجزائر و فنها.
المقال عن: تلفزيون، برامج، دراما، مسلسلات
سياسة جس النبض
لا تختلف القنوات الفضائية العربية كثيرا عن الأنظمة العربية الحاكمة، بل هي تشبهها كثيرا وتحاكيها جيدا في بعض طرق تعاملها مع الشعوب والجماهير العربية. تلتقي تلك القنوات مع تلك الأنظمة وتتفق معها وبدون قصد حول انتهاج سياسة جس النبض، فالشارع العربي نبض يجب أن يقيسه الحكام قبل إصدار القوانين الجديدة، وتغيير الدساتير وتغيير نوع الحكم، كما للتحرر العربي نبض يجب أن تقيسه الفضائيات قبل عرض أي مادة جديدة تحوي تحررا جسديا غير معتاد لدى الجماهير العربية.
المقال عن: تلفزيون، برامج، دراما، مسلسلات
نجوم تتألق خلال الحرب
القنوات الفضائية الإخبارية و مقدمو نشرات أخبارها، هم نجوم الحروب و الأزمات في الألفية الثالثة، مع أن بوادر هذه النجومية بدأت منذ سنوات التسعينات مع ظهور الفضائيات، إلا أنها تأكدت خلال الحروب الأخيرة التي اشتعلت نارها في السنوات الماضية، خاصة حرب تموز 2006 أو العدوان الإسرائيلي على لبنان في شهر جويلية 2006 و حربه على شعب لبنان و ضد حزب الله. و طبعا الحرب الحالية التي لا يزال شعب غزة يحترق بنارها لغاية كتابة هذه الأسطر. و مع تزايد حدة المعارك و وحشية العدوان تزداد حدة التنافس بين الفضائيات على السبق الصحفي و الصورة الحصرية و الخبر الجديد، و تختلف صور الدمار و نوعية المواد الإعلامية المعروضة حسب توجه القناة و غرضها من بثها الإخباري، و يمكن معرفة الخط الذي تسير عليه القناة من مجرد التمعن في العناوين التي بدأت تضعها و تغيرها منذ بدأ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى غاية يومنا هذا. عناوين مكتوبة بالبنط العريش على أحد جوانب الشاشة تدل على المرحلة التي وصلت إليها الحرب و طريقة نظرة القناة إلى ما يحصل. في أول العدوان، كتبت قناة الجزيرة غزة تحت النار، و الآن تكتب الحرب على غزة، أما قناة العربية المنافس الأول و الحقيقي لقناة الجزيرة، فقد وضعت في الأول عنوان غزة تحت اللهيب، و الآن تضع اجتياح غزة، أما قناة الحرة و التي أعتبرها بعيدة كثيرا عن منافسة العربية و الجزيرة، فقد كتبت عنوان الحرب في غزة، كدليل واضح جدا على عدم وقوفها مع أي طرف رغم أن العدو واضح و الضحية كذلك، فلا مجال للتساؤل عن من دخل على من، و من اعتدى على من؟ أظن بأن مصطلح الحرب في غزة عندما تكون الحرب بين طرفين إما يسكنان في نفس المدينة، أو العكس، لا يسكنان بها و لكن التقوا فيها و قامت الحرب بينهما على أرضها. لكن هنا إسرائيل هي من دخلت غزة بغرض القضاء على حماس و اعتدت بهذه الذريعة على كل سكان غزة من أصغرهم إلى أكبرهم، و جعلتهم يتساقطون الواحد تلو الآخر حتى يكاد يصل عددهم للألف و بكل سهولة لو استمرت الحرب ليومين أو 3 أيام بعد كتابة هذا المقال. قبل أن أكمل مع باقي القنوات، قناة الجزيرة طبعا معروفة بميلها الكبير إلى الاتجاه الإسلامي و حركة حماس، إن لم تكن ناطقا رسميا لها حسب اتهامات البعض، و بالتالي فهي خلال تغطيتها للعدوان الصهيوني على غزة تبنت كالعادة الاتجاه الجهادي و الإسلامي و جاءت نشرات أخبارها رغم دقة المعلومة و احترافية مراسليها و مقدمي نشرات أخبارها، جاءت رغم ذلك مليئة بصور و أصوات الإسلاميين و صراخهم، قادة و جماهير، خاصة و أن قناة الجزيرة تترك الفرصة كثيرا لجمهور المشاهدين للإدلاء بآرائهم في برامجها المباشرة. و هذه نقطة يحسبها البعض لصالح الجزيرة على حساب العربية. هذه الأخيرة، قناة العربية، التي لا ندري هل هي من نصنفها رقم واحد أم الجزيرة، حيث أن درجة الاحترافية بكلتا القناتين كبيرة جدا، و تجعل من الصعب ترتيب أي واحدة على الأخرى، ربما من جهة الخط الافتتاحي يمكن لجمهور المشاهدين ترتيبهما حسب ميوله، أما من الناحية المهنية، فقد وجدت من الصعب وضع واحدة قبل الأخرى. قناة العربية، خلال تغطيتها الجيدة جدا و المتواصلة للحرب على غزة، اختارت الركون إلى الجانب الإنساني بالقطاع و اللجوء إليه، مع عدم إهمال باقي الجوانب في الحرب، و قد كانت العربية متميزة جدا في تركيزها على الجانب الإنساني في غزة، و لكن ما لاحظته خلال الأيام الأولى لتغطيتها للحرب، هو عدم وضوح رأي العربية اتجاه ما يحصل، يمكن لأن توجه قناة العربية لا يميل أبدا إلى حركة حماس، الآن و بعد 14 يوما من بداية العدوان، بدا موقف قناة العربية واضحا جدا، و بدون تحفظ، حتى موقف مقدمي أخبارها بات واضحا، و أصبحنا نرى تعاطفهم الواضح مع غزة، و لومهم المباشر للعدوان الإسرائيلي. يمكن عدم وضوح موقف العربية في الأول كان نتيجة عدم تبلور موقف المملكة العربية السعودية من الحرب في أول بدايتها، فتبعية العربية للسعودية هي تماما مثل تبعية الجزيرة لقطر. قناة المنار، أيضا كانت مواكبة لما يحدث، بصور دموية جريئة جدا و عناوين صريحة و حماسية، و توجه المنار الواضح و تبعيتها المباشرة لحزب الله، تجعلها محدودة الجمهور، و هي بعيدة عن المنافسة أصلا لأن غرضها جهادي إعلامي، و مع ذلك فهي تقوم بدورها على أكمل وجه، و مجال للمقارنة بينها و بين قناة الأقصى التابعة لحركة حماس من ناحية الاحترافية و التنظيم. و تقريبا، نفس الجمهور الميال لقناة الجزيرة تجده يبحث بين الحين و الآخر عن قناة المنار أو الأقصى بواسطة الريموت كنترول. و قد يبحث نفس الجمهور عن قناة العالم الإيرانية الناطقة بالعربية، فهي تسير في نفس الخط تقريبا. قناة روسيا اليوم، رغم محدودية جمهورها هي الأخرى، أظنها قد تكسب عددا جديدا من الجماهير بفضل تغطيتها للحرب الحالية على غزة، حيث نرى بالقناة لوما لإسرائيل و إن كان غير شديد اللهجة، و تضامنا جميلا مع أهل غزة يعكس سياسة روسيا اتجاه فلسطين و أمريكا و كل ما يحدث في العالم. قناة أبوظبي أصبحت خارج المنافسة منذ مدة طويلة، حتى في حرب لبنان 2006 كانت كذلك، أتحدث هنا عن المنافسة الإخبارية، لأنها خلال العداون على العراق و سقوط النظام البعثي، كانت تغطيتها مميزة، و كذلك قناة المستقبل. الأل بي سي، أراها تنتظر انتهاء الحرب، لتعطي الضوء الأخضر لانطلاق ستار أكاديمي 6، رغم أني أصنفها من أكثر التلفزيونات العربية جرأة و مقدرة على عرض ما لا يعرض، سواء في الفن أو السياسة.
المقال عن: تلفزيون، برامج، دراما، مسلسلات
الدراما العربية و الخوف من التغيير
الضجة الإعلامية و الجدل الذي دار و يدور الآن حول الدراما التركية تحول تلقائيا و كنتيجة حتمية إلى جدل حول الدراما العربية و وجه إليها الأنظار أكثر من أين وقت مضى ربما منذ ظهور الدراما التلفزيونية العربية. أصلا قوة أثر و صدى الجدل المثار حول المسلسلات التركية ما كان ليكون كذلك لو أثير مثلا في عشرية سابقة، حيث لم تكن حمى الفضائيات كما هي الآن في أوجها و لا تزال، و لا الأنترنيت منتشرا كما اليوم. إن قوة القنوات الفضائية التي بادرت بالخطوة الأولى لعرض الدراما التركية و امتلاكها لترسانة من وسائل الإعلام المساندة من جرائد و مجلات و مواقع و منتديات إلكترونية، ساهمت كثيرا في لفت الأنظار إلى النقاش المثار حول واقع الدراما العربية و مقارنتها بالتركية. و الخطأ الذي وقع فيه بعض المشاركين في هذه النقاشات، هو وضع الدراما التركية كنموذج أو مقياس للمسلسل الناجح، فحتى المسلسلات الرومانسية العربية التي تعتبر غائبة و في حال حضورها، لا يجب أن تكون صورة طبق الأصل للتركية أو المكسيكية، فمثلا وجود الأم العازبة بهذه المسلسلات يبقي على رومانسية العمل و بطلته، أما في الدراما العربية، لا أظن المشاهد العربي يقبل أن تكون البطلة الرومانسية أما عازبة، فهو يقبل من الأجنبيات ما لا يقبله من العربيات. و بالنسبة للأسئلة الموجهة نحو الدراما العربية فقد كانت بنفس القوة و أكثر عددا و تنوعا، و تزامنت مع وصول شهر رمضان، لتتكاثر التساؤلات و المقالات المادحة و الناقدة لها، فمنها من يستبشر برجولة (أبوشهاب) كمقاومة لوسامة (مهند)، و منها من يعايرها بالعجز عن ملامسة مشاعر المشاهد العربي. و بعيدا عن كل هذه الأسئلة، كانت الفضائيات العربية منشغلة بالتنافس الهستيري بينها حول البث الحصري و اختيار الوقت السحري لعرض تلك الأعمال، التي أصبحنا نشعر بأنها أنجزت فقط من أجل جلب أكثر و أكبر المعلنين و شركات المشروبات الغازية و الاتصالات و السيارات، فالفاصل الإعلاني القصير الذي كان يتخلل البرامج التلفزيونية، لم يعد فاصلا، و أصبح هو الأساس، بينما لقطات المسلسل المتقطعة أصبحت هي الاستثناء الفاصل الذي يقطع متابعتنا للومضات الإشهارية التي حفظنا عن ظهر قلب عباراتها المختارة بعناية فائقة، و شخصياتها التي تعتبر من أبطال الأعمال الرمضانية شأنها في ذلك شأن أبطال المسلسلات السورية و المصرية و الخليجية. و مهما تنوعت هذه المسلسلات في رمضان، يبقى القاسم المشترك بين أغلبها هو غياب عنصر التغيير و المغامرة، نحن بأمس الحاجة إلى منتج جريء و مغامر، لا يتردد في تغيير نمط و شكل و مضمون الدراما العربية من دون أن يكون مهموما بهاجس الخسارة و الإفلاس. مواضيع مسلسلات رمضان هذا العام كانت متنوعة، بين قضايا الفقر و أطفال و فتيات الشوارع، و عمالة الأطفال، و السحر و الشعوذة….، و لكن أغلبها يمكن التنبؤ بنهايتها منذ مشاهدة حلقاتها الأولى، التشويق هو ما ينقص الدراما العربية، كما أن تحديد كل حلقات المسلسلات العربية بـ 30 حلقة فيه ظلم كبير للمسلسل نفسه و للمشاهد العربي، و إن كان من غير المعقول إطالة أي مسلسل إلى ما فوق 100 حلقة كما المسلسلات التركية و المكسيكية دون أن يقع المؤلف و المخرج في فخ التكرار و تمطيط الأحداث. لكن لماذا 30 حلقة؟ أغلبية الأعمال الدرامية نشعر بالألفة اتجاهها بعد الحلقة 20 أو 25، لماذا لا تكون الحلقات مثلا 50 أو 70 حلقة؟ ثم أنه يوجد أمر هام لا بد من الاتفاق عليه عند حديثنا عن الدراما العربية، حول ما إذا كنا نريدها دراما مدوية تدر الملايين على منتجها و على القناة التي تبثها، أم نريدها دراما مميزة هادفة و جدية و عميقة، مع الإشارة أن الجمع بين عنصري الربح و العمق ليس مستحيلا أو حراما، و الدراما الهادفة ليست كتابا مدرسيا مملا أو واعظا يملي على الناس النصائح و الحكم. للأسف، توجد أعمال درامية عربية قليلة، هي سورية بالتحديد، كانت مميزة و عميقة لكنها لم تلق صدى كبير لأنها كانت تتطلب مشاهدا غير كسول، و لا تحتوي على توابل تجارية تضاف للعمق الذي يميزها. الدراما العربية بحاجة للكثير من التغيير، و أول ما يجب تغييره هو قطع ارتباطها الدائم بشهر رمضان، حتى أصبحت تسمى الدراما الرمضانية، و بقية أشهر السنة تستهلك التلفزيونات تلك الأعمال إلى غاية وصول رمضان المقبل. تغيير آخر هام جدا و ضروري، هو تغيير الشكل الذي يعرض به مضمون المسلسلات، فليس الواجب فقط تسليط الضوء على الواقع العربي بل طريقة تسليط هذا الضوء تلعب دورا كبيرا في وضع العمل الدرامي في صف التميز أو الرداءة. و أقصد بالشكل، الجنيريك، الموسيقى التصويرية، الديكور، التصوير، أداء الممثلين….. كما قد يساهم الإنتاج المشترك في تغيير بعض سمات الدراما العربية، خاصة إعطاء الفرص لمخرجين معروفين و جدد من الشام و المغرب العربي لإنتاج أعمال عربية، سواء مصرية أو سورية أو خليجية، كما يجب إتاحة المجال لمؤلفين آخرين غير الذين اعتدنا على رؤية أعمالهم، لأن التعامل مع نفس الكتاب دائما يجعل الأفكار و الرؤى تتكرر مهما كان الكاتب عظيما و مقتدرا، لا هروب من حقيقة تجديد الدماء مع الوقت، و فسح المجال للشباب من ممثلين و ومصورين و مؤلفين و مخرجين. و المساهم الأول و الدافع الكبير لعجلة هذا التغيير هو صاحب المال، المنتج الذي يقتنع بهذا الكلام. (نُشر في: مجلة المسار - العدد: 147 - 30 أكتوبر 1977 - جامعة السلطان قابوس - سلطنة عمان)
المقال عن: تلفزيون، برامج، دراما، مسلسلات
التكريم الغربي للإبداع المهمش عربيا
مسلسل الاجتياح مرة أخرى، لكن ليس للدفاع عنه، بل ربما للتأكيد على أن الإبداع مهما حاولنا تهميشه والتغاضي عنه، سيعترف به الآخرون رغما عنا، وهو نفس الأمر الذي حدث مع مسلسل الاجتياح الذي أنتج سنة 2007، وعرض في رمضان لنفس الموسم على قناة LBC، ولم تتجرأ بعد ذلك أي قناة على عرضه. الاعتراف بقيمة البرنامج الفنية والإبداعية جاءت من الغرب، بحصوله على جائزة إيمي الدولية، التي لم ترشح لها كل الأعمال الدرامية التي عرضت مع و بعد الاجتياح، و تهافتت عليها الفضائيات العربية لعرضها من باب السبق و الحصرية.
المقال عن: تلفزيون، برامج، دراما، مسلسلات
في أيد محترفة
اختيار الفنانة “يسرا” لموضوع مسلسلها هذا العام كان موفقا جدا أكثر من كل مواضيع مسلسلاتها التي عرضت في المواسم الماضية من شهر رمضان.
“في إيد أمينة” يطرح كذلك فكرة الفقر كما لم يطرحها مسلسل مصري من قبلو يربطها ربطها مباشرا مع ظاهرة الدعارة، واقعية هذا الطرح كانت مؤثرة فعلا ومحزنة، والمعروف أن المسلسلات المصرية في الغالب تبتعد عن مظاهر الفقر وإن جسدتها فهي لا تتقن محاكاة الواقع المصري في ذلك.
ميدان الصحافة والإعلام أيضا كان له نصيب هام جدا من قصة المسلسل التي كتبها محمد الصفتي وأخرجها الأردني محمد عزيزية، فإضافة إلى ربط مشاكل الطفولة والمجتمع وعلاقتها بالصحافة، وطبيعة هذه العلاقة عن كانت تقف عند مجرد الطرح أم تتعدى ذلك لتقديم يد المساعدة والمساهمة في التغيير، إضافة لهذا، قصة المسلسل تجعلنا نعيش جو العمل في الصحافة الخاصة من خلال المواقف والمشاكل التي تظهر طيلة حلقات المسلسل بين أمينة (يسرا) وبين رئيس التحرير شامل (هشام سليم) وبين باقي الطاقم الصحفي للجريدة من صحفيين دائمين ومتربصين، وقد برزت من أول الحلقات مشكلة استغلال الصحفيين الجدد والمتربصين، وللأسف هذه الظاهرة على ما يبدو موجودة بكل الصحف العربية.
المقال عن: تلفزيون، برامج، دراما، مسلسلات
الحب بدون نظرة
هناك الحب من أول نظرة، وفي مسلسل باب الحارة يوجد الحب بدون نظرة، حيث شاهدنا معتز يسهر الليالي باكياً على حبه الضائع خيرية، على فتاة لا يعرف منها إلا اسمها، ولن يراها أبدا إذا لم يتم زواجه بها.
إذا كان غرض كاتب هذا العمل الدرامي الناجح هو إبراز الحياة الاجتماعية بالشام في تلك الفترة الزمنية بكل تفاصيلها الصغيرة من خلال حياة سكان الحارة، فلا يجب على المشاهد أن يتعامل مع ذلك النمط من المعيشة على أنه هو الأصل وهو ما يجب أن يكون، ولا يجب النظر إلى حياتنا الحالية على أنها انحراف لنموذج الحياة بالحارة.
خلال متابعتي للمسلسل تستفزني مظاهر التشدد والتسلط التي جعل منها الكاتب والمخرج وجبة شهية وممتعة ننتظرها كل يوم مقدمة لنا من طرف نجوم سوريا المميزين.
ما يزعجني في كل هذا هو أن ما يعرضه المسلسل على أنه وصف لحالة مجتمع في فترة ماضية، يتعامل معه الناس على أنه إقرار لما بقي وما ورثوه في عقولهم من أفكار رجعية متشددة، وحتى أبطال العمل أنفسهم خلال حضورهم حفلاً تكريمياً منذ أيام بمناسبة عرض الجزء الثالث منه، صرحوا بأن قصة المسلسل هي رجوع لقيم جميلة مثل الشهامة والبساطة والتكافل…، ونسي هؤلاء النجوم أن العمل أيضا دعوة للتشدد بالمقابل.
إذا أخذنا كل القيم الموجودة بالمسلسل، لا يمكن أن نغفل كمية الجرعات الدينية والرتوشات الرجعية بالعمل، والتي يمكن أن يتعامل معها الجمهور على أنها أيضا قيم جميلة يجب أن تعود، لأن شخصيات العمل الطيبة والرئيسية لا تنكر تلك الأمور وتتعاطاها كما لو كانت مقدسات لا يمكن العيش بدونها.
المقال عن: تلفزيون، برامج، دراما، مسلسلات