ستار أكاديمي للإعلاميين و المذيعين

الوسط الإعلامي و التلفزيوني الفضائي أصبح يحوي من الإبهار و المتعة البصرية ما يجعل له نجوما تتألق في سماءه كما نجوم الفن أو تكاد تكون مثلهم.
شهرة الإعلامي العربي أصبحت تميل كثيرا إلى النجومية التي يتمتع بها الإعلامي الغربي، الأوروبي أو الأمريكي خاصة.
فظهور الفضائيات العربية الكثيرة و المنافسة الكبيرة بين القنوات عالية المستوى، أبرز اهتماما متعدد الأطراف بالإعلامي أو المذيع، اهتمام الإعلامي بنفسه، اهتمام القناة به لتنافس نظيراتها بواسطته، و اهتمام الجمهور به.
نرى أعدادا كثيرة من مذيعين و مذيعات، مستويات مختلفة، أشكال متنوعة، و شخصيات متعددة و متباينة فيما بينها، هذا وسيم، تلك فاتنة، و الأخرى متحررة في لباسها، و زميلتها ذات الصوت الملائكي، و ذلك فصيح اللسان، و زميله لديه طريقة جلوس معينة، و زميل آخر كثير الضحك خلال التقديم…
أصبح لهؤلاء معجبين و مواقع على الانترنيت خاصة بهم، صورهم الجديدة تتداول بين المعجبين تماما كما يحدث مع صور نجوم التمثيل و الغناء.
بعض الإعلاميين و المذيعين، فهم اللعبة جيدا في وقت مبكر، و أتقن فن التواصل مع الجمهور و مع الصحافة، فأضحى نجما حقيقيا تحيط به هالة الشهرة، مع أن النظرة إلى الإعلامي أو المذيع التلفزيوني كنجم، قد تجعل البعض منهم يعيش و كأنه في بروج مشيدة، يأبى التنازل و قول كلمة شكرا لمن يستحقها.
أتساءل أحيانا بيني و بين نفسي، ما الذي يمنع الفضائيات التلفزيونية العربية من إنجاز برنامج من نوع تلفزيون الواقع، يكون موضوعه تكوين و تخريج إعلاميين و مذيعين، حتما سيكون برنامجا لافتا و ناجحا إذا تبنته قناة بارزة تتمتع بنسب مشاهدة عالية.
سيسمح ذلك للمشاهدين بمتابعة ولادة الإعلامي النجم منذ بدايته، و رؤيته على طبيعته، هو يأكل، و هو يضحك، و هو نائم، و خلال غضبه و شجاره مع زملاءه بالأكاديمية، و قد تسمح لهم الصدفة أو التخطيط المسبق لمتابعة قصص حب تنشأ بين طلاب أكاديمية الإعلاميين هذه، على شاكلة قصص الحب المقرفة التي نشاهدها تنشأ بين طلاب ستار أكاديمي.
ما دام الوسط الإعلامي يتمتع بالهالة الكافية لجعله مصدر رزق بهذه الطريقة و المتاجرة بالشباب الطامحين لتحقيق حلم النجومية في سماء الإعلام و الفضائيات، ما الذي يمنع إذن القنوات العربية من فعل ذلك، و هي التي أثبت في الغالب أنها يمكن أن تعرض أي شيء قابل لرفع نسب المشاهدة و ملئ الجيوب و الحسابات البنكية.

0 تعليقــات:

إرسال تعليق