الصراخ بالنيابة

لأن الصمت العربي رهيب، تركيا تصرخ عوضا عن العرب، و تنتج مسلسل صرخة حجر عن القضية الفلسطينية و عن الوضع في الأراضي المحتلة.
لأن الوسط الفني العربي مشغول بالترويج لهيفاء و لستار أكاديمي، و بالتهليل لقدوم مسلسلات عجائز الدراما الرمضانية، صنعت تركيا مسلسلا نيابة عنا و أبرزت فيه فضائع و جرائم الاحتلال الصهيوني ضد شعب و أطفال فلسطين.
قضية فلسطين قضية عالمية، قضية تهم كل باحث و مدافع عن حرية الشعوب و حقها في تقرير مصائرها، هي قضية كل مسلم، و بديهي إذن أن تقوم تركيا بالعمل من أجل نصرة القضية الفلسطينية.
لكن أليس العرب أو ما يقال له الوطن العربي أقرب إلى القضية الفلسطينية من أي بلد آخر، مسلم أو غير مسلم؟
هل تكفي الأعمال الفنية التي أنتجها العرب من أجل فلسطين؟
نحتاج للمزيد من الأعمال التي تشبه "التغريبة الفلسطينية" لنقول لأنفسنا و للعالم ماذا حدث بالضبط في فلسطين، و ما هي النكبة الحقيقية بالرواية الأصلية، الرواية التي تحكى بدماء أصحاب الأرض الأصليين.
نحتاج إلى أعمال على شاكلة "الاجتياح" لكي تسلط الضوء على الفلسطيني الإنسان، الذي يناضل و يجاهد، و في نفس الوقت يحب و يعشق، يدرس و يحلم بالتخرج، يسافر و يتغرب و يتمنى غدا أفضل.
نحتاج لأن تعج المواسم الرمضانية الدرامية بمسلسلات مثل: عائد إلى حيفا، الدرب الطويل، رجال الحسم……
و بالتعريج على الوسط الغنائي العربي، و بغض النظر عن الأغاني التي تنتج بطريقة ارتجالية و مناسباتية بفضل الهجوم الإسرائيلي المتكرر من حين لآخر على غزة و الضفة، هل فعلا يمكن أن نعثر على وجود للقضية الفلسطينية في الأغنية العربية؟
قد نعثر على مطربين قلائل اتخذوا منها نهجا يسيرون عليه و مبدءا لا جدال فيه لمواضيع أغانيهم، أو على الأقل اتخذوها قضية لا تغيب عن بالهم و يعودون إليها خلال إنتاجاتهم المتواصلة و المتنوعة بين العاطفي و الوطني…
يمكن أن نذكر: فيروز، مارسيل خليفة، أميمة الخليل، جوليا بطرس، ريم بنا، لطفي بوشناق….
الأوطان لا تحرر بالفن، و إنما بالسلاح، و لكن الفن و الإعلام اليوم هو الداعم الأكبر للمجاهد و المناضل، و لكننا للأسف، عرفنا كيف نسوق و نروج للسلفية الجهادية و أقنعنا العالم بأننا إرهابيون، و لم نتمكن منذ سنة 1948 من إقناعهم بعدالة القضية الفلسطينية. نتحمل جزءا من هذا الفشل، و يتحمله معنا الأعداء أيضا.

0 تعليقــات:

إرسال تعليق