حزب الله يدخل من باب الحارة

البروز القوي لفكرة المقاومة في قصة مسلسل باب الحارة في جزئيه الثالث و الرابع، فتحت المجال واسعا لكي تصبح قصة المسلسل مقبولة بل و مطلوبة جدا لدى قناة المنار الممثل الإعلامي لحزب الله.

و يبدو أن أي عمل فني يحوي ما له علاقة من بعيد أو من قريب بفكرة مقاومة المستعمر، يلقى قبولا و ترحيبا كبيرا لدى القائمين على هذه القناة، و هذا ليس عيبا أبدا أن تتبع القناة ما يتماشى مع خطها الافتتاحي الذي أنشئت من أجله.

لكن، ما يجعلني محتارا قليلا، هو أن الغرض الأول من مسلسل باب الحارة هو الربح و التسلية الرمضانية المحترمة، و هذا أقصى ما قد تصل له قناة أم بي سي و مجموعتها الإعلامية الضخمة و الرائدة في مجالات كثيرة.

فمن غير المعقول أن يكون غرض القائمين على إنتاج المسلسل بالأم بي سي هو إحداث تلك المقاربة بين وضع المقاومة في يومنا هذا و بين وضعها في السابق، و إن كان كذلك، عن أي مقاومة يجب أن تكون المقاربة، مقاومة حزب الله بلبنان، أم مقاومة حركة حماس بفلسطين، و المعروف أن قنوات أم بي سي هي أبعد ما يكون عن الخط الذي تسير عليه تلك الحركات بكل إيجابياتها و سلبياتها، بل أن قناة العربية الإخبارية يتهمها البعض بمعاداة حزب الله و حركة حماس.

قناة المنار احتضنت باب الحارة و استقبلت في إحدى برامجها الخاصة بالعيد بعض أبطال الجزء الرابع إضافة إلى كاتب هذا الجزء "كمال مرة" و مدير مجمع القرية الشامية المحامي "نعيم الجراح"، و كان الحديث الرئيسي للحوار هو عن فكرة المقاومة في المسلسل.

لا أدري هل يتحول مسلسل باب الحارة من عمل درامي رمضاني يدر الملايين على قناة أم بي سي السعودية إلى سلاح إعلامي و لو بسيط في يد قناة المنار و حزب الله.

و هل بسبب هذا الانحراف الذي قد يحدث في هدف و دور المسلسل جراء احتضان المنار له، قد نشهد تغيرات جوهرية في أحداث الجزء الخامس من المسلسل؟ ربما السؤال يبدو سابقا لأوانه، لكن التحضير للأعمال الرمضانية المقبلة يبدأ عند البعض من الآن، بعد العيد مباشرة.

0 تعليقــات:

إرسال تعليق