شيماء تصارع الموت إثر جراحة بسيطة والمستشفى يريد التخلص منها


محكمة سطيف أمرت بالتحقيق والأطباء يرفضون التعليق
شيماء تصارع الموت إثر جراحة بسيطة والمستشفى يريد التخلص منها

ترقد شيماء ذات الأربع سنوات، منذ عدة أيام، في ملحقة لمستشفى سطيف، بعدما حولتها جراحة بسيطة جدا أجريت لها لإزالة اللوزتين إلى جثة هامدة، لا حراك ولا حتى نظرات إلى الوالدين المفجوعين. وبينما يلح الأطباء على العائلة لنقلها إلى البيت، تتهم العائلة المستشفى بالإهمال والخطأ الطبي، فيما فتحت محكمة سطيف تحقيقا مستعجلا في القضية، بناء على دعوى مستعجلة رفعها الوالد.
لم يكن والدا شيماء يعلمان أن الشلل والعمى بانتظار فلذة كبدهما، عندما قدما بها في السابع من فيفري الماضي إلى المستشفى، بما أن مشاكلها الصحية لا تتعدى اللوزتين، عملية بسيطة جدا لا تستدعي حتى البقاء بالمستشفى، لكنها تحولت إلى كارثة. فشيماء لم تعد تتحرك ولا تبصر ولا حتى تسمع.
وحسب تصريحات الوالد لـ”الخبر”، فإن الأطباء يلحون عليه، حاليا، لنقلها إلى البيت، وقد نصحوه ”بنشر طلب مساعدة في الجرائد لعلاجها خارج الوطن، بينما لم تجد كل محاولاته لنقلها إلى مستشفى آخر، وطلب تدخل مدير الصحة للولاية لدى المستشفيات المجاورة، إلا أن مساعي الأخير لم تجد نفعا، إذ ”رفضت جميعها تحمل مسؤولية التكفل بالطفلة، وكان جوابها أن ”مستشفى سطيف هو من أجرى العملية لها ولا يمكن التدخل للتكفل بها”.
ويتساءل الوالد كيف لمستشفى أن يطالبه بنقلها للبيت، وهي لا تستطيع حتى ابتلاع الطعام الذي كثيرا ما ينتقل إلى الرئتين بدل المريء. وتوضح رسالة الوالد إلى وكيل الجمهورية لدى محكمة سطيف، أن ”الوالدة لاحظت بعد انتهاء العملية مباشرة استمرار النزيف فألحت على حضور الطبيب، وبعد مجيء مجموعة الأطباء أعادوها لغرفة العمليات حيث أخبرت من طرف أحدهم أنه تم نسيان قطعة في أنفها وبعد إخراجها استمر النزيف رغم وجود فتيل في أنفها وبعد ثلاث ساعات أعيدت لقاعة العمليات، وتم وضع محبس مقياس الأكسجين وبعدها أدخلت غرفة الإنعاش”.
ويضيف الوالد أنه بعد استفسار ملح مع الأطباء أخبروهم أن دم الطفلة لا يتخثر لكن ”ذلك لم يكن صحيحا بل أصيبت بالتهاب في الرئة لأن الدم الذي كان ينزف كان ينتقل للرئة بدل الخروج من الأنف”. وبعد أسبوع أخبر الوالد أن النزيف توقف، لكن ابنته دخلت في غيبوبة، ورغم نزع آلة التنفس ظلت شيماء لا تتحرك ولا تبصر، بينما رفض الأطباء تقديم أي تفسير له وسلموه كشفا صحيا بحالتها.
في المقابل، وجدت ”الخبر” صعوبات كبيرة في معرفة ما تعرضت له ”شيماء”، وسط شبه اتفاق بين الأطباء على الإحجام عن أي تصريح للصحافة، إذ لا يوضح التقرير الطبي الأسباب الحقيقية لما حدث باستثناء شرح مفصل لوضعية الطفلة والظروف التي أحيطت بالعملية، ولم نحصل من المستشفى على أكثر من تصريح لأحد الأخصائيين الذي رفض ذكر اسمه، حيث أكد لنا أن عملية استئصال اللوزتين بسيطة جدا، لكنها تحمل الكثير من المخاطر مثل حدوث نزيف سواء أثناء العملية، مباشرة أوبعدها أو بشكل متأخر. بينما يجري التحقيق الذي باشرته محكمة سطيف في سرية تامة، مما يرجح فرضية الوقوع في خطأ طبي أو بالأحرى عدم جدية التكفل الطبي بحكم أن مثل هذه المضاعفات الخطيرة قد تحدث في أي لحظة، خصوصا مع إصرار المستشفى على أهل ”شيماء” بأخذها إلى البيت.
وتبنت اللجنة الوطنية للأخطاء الطبية ملف شيماء، وأكدت الناطقة باسمها، نادية تامزايت، أنها تتابع القضية عن قرب وهي على اتصال مستمر بالعائلة.

 المصدر : جريدة الخبر - الجزائر: كوثر عبد الله سطيف: عبد الرزاق ضيفي 2010-04-08

0 تعليقــات:

إرسال تعليق